ها قد أتيت تدق بابي..
وفي غفلة
وبقبلة منك يغفو عطرك على ثيابي..
أقول لك تفضل
وفي عيني رونق من العتاب..
لا انتظر منك ردا
فلا مكان للاسف هنا
واعتذارك يسمع في رنة الجرس و الجواب..
يقتلني حضورك في بيتي
في غرفة الجلوس
كأنك وهم من سراب..
ماذا تشرب ؟
اتشرب حنين قلبي
ام تشرب قصائدي المبتورة عنك في كتابي؟..
ربما قهوة ممزوجة بالغياب..
شاي كلون شعري
كلون شوقي إليك في الاكواب..
ام ماء كالذي تحبه دوما
كمطر يسقط على التراب..
عيناك برد عنيد
وعيناي مملؤة بالخشب والجوز
فأنت لوني
وأنت شتائي وأنت حطابي!..
لا شجن هنا سوى ذاكرتي عنك
أحب الطريقة التي تمسك بها القلم
أحب يديك بلا خواتم
بلا اساور
بلا سجون وبلا عقاب..
أحب سترتك المعلقة خلف الباب..
أحب طريق منزلك
أحب مكان عملك
وأحب كل شيء يؤدي اليك فأنت محرابي..
فتغني قبيلة ذاكرتي
عنك بالهمس وبالضوضاء
عن جرحي المصاب..
تغني اشتقت لصوتك بتلك اللغة
وبتلك اللغة الأخرى
اشتقت لصوتك بكل القواميس وبكل اللغات
وبكل حالات الإعراب..
تنادي قبيلة ذاكرتي
بالسحر والطلاسم على المرج الضبابي..
فيصبح لون شعري اسودا كثأر القبيلة
كالغراب..
كلون بعدك عني
عن الطريق وعن منزلي وعن الإياب..
ها قد اتيت تدق بابي..
ورائحتك تغفو على كتفي
وعلى قميصي  وعلى ثيابي..
رائحة ليست برائحة الانتظار
ليست برائحة السجائر التي احرقتها لاجلك
وليست برائحة الاعقاب …

غادة رستم

الصورة في دمشق ٢٠١٥