على طرقات السفر نذرف ذاكرتنا
خلف النظرات الشاردة من وراء الزجاج
كم حلمت عينايَّ برؤيتك طوال الطريق
جيوب حقيبتي دافئة كثنيات جسدك
طيفك في كل اعمدة الانارة
في كل ضوء مصباح صغير
في قطعة الخبز التي احملها في يدي طعم جوعي اليك
اغلق عينيَّ
ارخي رأسي على الزجاج المهتز
ليت هذا الزجاج البارد كتفك
ليت تلك القشعريرة التي تلتحفني حينآ من البرد تكون لرؤيتك
في كل وجع من اوجاع الركاب أرى وجعي في بعدك عني
في تلك الوجوه التي يخبو عليها الضوء ويبدو كل خلافاتنا الصغيرة
في هويتي أجد انتمائي اليك
الى ضلع صدرك
الى ساحل كتفيك
الى غابة صدرك
الى جبال رجولتك
الى بحيرة كفك الدافئ
قطعت الطرقات شوقآ اليك
لصوتك
الذي يهديني كبوصلة نحو شمال روحي
كل الطرقات هي شوقي الذي يئن من وطء الاطارات
لثوانٍ شردتَ عينايَّ
أدركتُ بأنني اشتاقك الآن
لم كل شيء يتعلق بك؟
اتذكر فيروز وهي تغني:
لياليك بعينيي
شبابيك مضوية
سفرني حبيبي
سفرني بلياليك
غادة رستم