عند شرفة المطبخ التقينا في الظلام. انا في مطبخ بيتنا وانت تقف على الارض التي يغطيها التراب بأعين خشبية اللون كعتق الجوز.
بقلوب تتشابه التقينا..
عيناك عينان عاشق وأصبعك مجروح بشوكة وردة قاسية كنت تقطفها لأجلي ..
بعض من الشوكولا وبعض من علب السجائر، ذلك النوع الذي لم أجربه بعد، تلك كانت هداياك لي ..
تحمل في جيب معطفك الجلدي أكثر من دفء وتحمل في ياقة قمصيك أكثر من ملاك.
لحيتك كمعطف شتوي أسود.
بنطالك ذو الجيوب الكثيرة المليئة بحنان يديك كلما غابتا فيهم وشردتا للحظة ..
عيناك تتلون كلما نظرت إلي ..
أحب جنونك ولطفك .. أحب اتصالاتنا التي تنتهي بغفوتك وما زال الخط مفتوحا..
أحب نظرات عينيك. أحب كل ما كان بيننا.
أحب تلك القطة التي كادت أن تسلل إلى المنزل من باب شرفة المطبخ المفتوح والتي أمسكتها بيدك اليسرى وبعينين لم تزح نظراتها عن عيني..
تلك الذكريات كونت جزءا من قلبي .. ذلك الجزء الذي يحمل ورودا بأشواك ، بعض الشوكولا ،علب سجائر أقلعت عن تدخينها الآن ، قطة متلصصة، وعينيك المملوءة بالجوز وضحكاتنا  ..

غادة رستم

image

وحي على كرسي هزاز
28/11/2015