دفنت حبي الليلة في أصيص ياسمينتي
فهذا الياسمين لي
وهذا الورق لي
وهذا التراب لي
وإنني لأبكيكنت اتساءل لم كانت ياسمنيتني ميتة حين تساقط الثلج في دمشقأعلنت الليلة أن حبي كان الثورات كلها
وأنني أصلي لذاك النبيل الذي دفنته الأقدار في تراب مدينتي
أصلي لجاري ولذاك الوجه الطاهر
لذاك الرهان الصغير الضاحك
ولعينين دامعتين لونهما لون الخشب العتيق
كعتق روحي وقلبيوإنني أتلو سلامآ
علی قوافل الخذلان العطشی
علی قلوب من القطران
علی الظهور العارية الموشومة بسلاسل الحديد
أتلو سلامآ علی كبرياء الرمال
علی من أغتسل بالمطر وفتح ذراعيه
واستقبل الردی
مشيراً
ها هنا قلبي
ها هناأتلو سلامآ علی قلب ملأه حبآ ليس كالبقية
علی قلب التحف الياسمين صيفا
والتحف الثلج شتاءا
سلام وفي كل سطر شظية
وأشير بيدي
ها هنا قلبي
ها هناأتلو سلامآ علی لوعة الأنثی
وكبرياء الأنثی
وصمت الأنثی ووجع الارواح
أتلو سلامآ علی تلك الدموع
وعلی تلك الرجفةوإنني لأبكي
دفنت حبي الليلة في أصيص ياسمينتي
فهذا الياسمين لي
وهذا الورق لي
وهذا التراب لي
وإنني لأبكي

غادة رستم