جوع

يعزف التشيلو منتشيا
من ضجيج الهمسات لا يسمع شيئا
سوى اللحن
فيبكي
كم اوجعتنا تلك الصباحات
فكل صباح دون عينيك
هو صباح لا وحي فيه
وكم اوجعنا ذلك الخذلان
وكل خذلان ليس منك
لا يؤلم وليس له شبيه
وإني هنا في مرأى عينيك
فيخفق قلبي ثم يتيه

يبدو التشيلو وحيدا
وفي يديه جوع
يقتات على الاوتار
وفي صحبة عينيه طيفك
وفي لوعة عينيه نار
واللحن الشجي ينساب قائلا
إنني أحبك ..
ثم إنني أحبك ..
كفاك مكابرة وكفاك حصار
حروب القلوب ليست فريدة
وحرب العيون بدون حوار

يبدو التشيلو مكابرا من بعيد
مخذولا قليلا
يراك .. يحبك .. يراقبك
ولمرآك في رئتيه عيد
ومنتشيا يعود إلى العزف
إليك من جديد
إليك بالتحديد …

غادة رستم

الصورة من الفيلم الياباني The Departures

نوم عميق

نوم عميق !!

أنت وحدك يا صديق ْ..
لا تحاول ..
كفاك تعباً ..
هي أمة لا تستفيق ْ!!
أطاح عدونا بنا
أطاح عدونا بالأمان ..
حطم وجداننا ..
كسر أغصاننا ..
شرد الملايين في الأكفان !!
ونحن اعتدنا على التطبيع معهم
وإبرام المعاهدات بالتصديق ْ!!!
كفاك تعباً ..
هي أمة لا تستفيق ْ!
لا تتساءل كيف أصبح حالنا
كيف مزقت الغربان ترابنا ؟
كيف ؟
كيف أضاعوا حتى عنواننا !!
أنتم… يا من في وطني :
هل ما زلتم جيراننا ؟!
هل اعتدتم رؤية الأعداء يرتعن في شطآننا ؟!
هل أشعلوا في ضريحكم الحريق ْ؟!
كفاك صراخاً
فأنت وحدك
وهي أمة لا تستفيق ْ!

يا صديق ْ
يا من أتيت من بلاد تاهت في ذاكرتنا
يا من خلف تحت آثار أقدامه
دماؤه على الطريق ْ…
يا من تناثرت دموعه كالندى
على أوراق الأشجار …
وسواحل المضيق ْ…
نحن لا ننفع للقتال
نحن كعادتنا
لا ننفع سوى للتحديق ْ…
أنت وحدك
ونحن أمة لا تستفيق ْ..

لا تقل لي من نحن !!
بل قل من كنا …
نحن من كنا سادة وقادة ..
نحن من كنا ننحدر من أمة أصلها عريق ْ…
أعترفُ بيأسي
أكاد أشك أن رائحة تاريخنا تلفيق في تلفيق ْ..!!!
كفاك يا صديق ْ ..
كفاك سؤالاً
هي نصيحة خذها
فالصديق عند الضيق ْ…
نحن ..
نحن العرب لا ننفع سوى للتحديق ْ…!
نحن أمة لا تستفيق ْ..
نحن أمة نائمة نوم عميق ْ!!..

24\2\2007

شذرات من دمشق

في أحد المتاجر ..
– أجلب لي مسدساً
– وأي نوع تفضلين يا سيدتي ؟
– أريد مسدسا أثرياً .. عتيقاً .. كدمشق ..
فهنالك أشياء لا تقتل الا بأشياء من نفس العمر ..
اريد رصاصة موشومة بسلاسل حديد.
رصاصة تحمل في طياتها أرصفة سوداء في ليال عقيمة ..
أريد أن أقتل فيها كل العيون المتربصة .. المذئوبة .. تلك الارواح العقيمة .. التي لم تشبع من الدم  ..
أريد أن أقتل أصحاب تلك البصمات المرسومة بالدماء على الجدران ..
أود أن اقتل كل من منع كسرة خبز
كل من قتل طفلاً من الجوع
كل من قتل انساناً من الجوع
كل من وشى ظلماً
كل من خذل امرأة
كل من ظلم يتيماً
كل من حاصر طفلاً .. تملئ عينيه نجوم واحلام مضحكة.
كل من حاصر طفلاً في حدقة عينيه ياسمينة.
كل من حاصر امرأة مسنة في عينيها مسجد.
كل من حاصر أنثى رقيقة .. يلمع في عينيها فستان سهرة .. ثوب زفاف .. وضحكة ..
كل من قتل انوثتها ..
كل من حاصر رجلاً مسناً في عينيه شجرة قديمة زرعها منذ سنين..
كل من .. كل من أحرق ينابيعاً خضراء .. كل من لا يملك في قلبه سوى القطران.
أجمع كل هؤلاء واجمع كل ارواحهم القمئة .. وكياناتهم السوداء .. الوحوش التي تستعر بداخلهم .. ونظرات حقدهم .. أريد قتلهم جميعا برصاصة واحد عتيقة موشومة بسلاسل من حديد  ..
أريد قتل ذلك الحقد ..
أريد مسدساً كعتقِ روحي وقلبي ..
– لا يوجد مُسدس كهذا يا سيدتي، لكن يوجد سلاحاً آخر وهو قلمكِ..

وحي على كرسي هزاز
كتبت في 6/12/2015

وحي على كرسي هزاز

كيروسين

مالذي يبقى منك ها هنا

لا شيء سوى جسدك الميت

كحقائب مرصوفة على مناضد التفتيش

بعدما عبثت بها الايدي المهملة

من يرتبك من بعدي؟

من يحتضن جنونك

ومن يبتلع صمتك الاناني؟

من يحيك سترة الصوف

لخريف نظرتك ووعدي؟

كل شيء داخلي من بعدك يهذي

جسدي الاحمق الذي لم ينفك ان يبتل عرقآ

وعيناي ذات اللون الخشبي

التي تقطر ملحآ وأحلام

فاجعتي أنت

من يثير اعصابك بعدي؟

من يهذي حبآ وجنونآ أمامك؟

ومن يغتال مبادئه لأجلك؟

ومن يكون ملاكك المنتظر

ومن يكون المهدي؟

مالذي يبقى منك ها هنا

سوى حبات شجن ودموع من قمر

سوى الغصات المبتلة بالكيروسين

ما الذي يبقى منك

وكل ما اتسع فيي يومآ ضاق

حتى حقيبة سفري ضاقت بثيابي

حتى ثيابي لها نصيب بالحزن

أصبحت مهترئة من بعدك

من يحيك لك دفئآ من بعدي؟

من يشتم رائحتك ويعلنها عطرآ مفضلآ؟

من يجعل من جسدك رقعة شطرنج؟

ومن يقول لك انا من بعدك لا أجدي؟

خائن أنت كما الوطن

كعهدي بك

كقديس في معبد وثني

مالذي يبقى منك ها هنا

كل شيء يبقى!

كل شيء

من يشرب كأس مرك؟

من يجري معك اثناء هطول المطر؟

ومن يكفر بسماء قلبك

ثم يعود فيتوب؟

قل لي من بعدي

من يكتب عنك؟؟

كتبت في 5/7/2012 الساعة 7:10 مساء

غادة رستم

أمي

لا حنان هنا
سوی حنان أمي
حين تخبئ لي صحنا من الفريز أو من أكلتي المفضلة لحين عودتي إلی المنزل .
حين تعد لي فنجان القهوة صباحاً كي لا اتأخر عن دوامي في المعهد .
لا حنان هنا سوی رغيف الخبز والمربی والزبدة التي قدمتها لي مساءً وعيناي تملؤها الدموع ..
ألم أقل لك يا أمي بأنني مجرد سؤال أبكم?

دراما

دوامة
الكل يعيش في دوامة
العالم يصرخ في الدوامة
ويسقط على الارض
فتتحطم فيه العظامَ
والكل يصرخ.. يهذي
حمدآ على السلامة
!فلم تمت سوى حرية وكرامة
وبعض مما لا يجدون الطعامَ
حمدآ على السلامة
فقد أصبحنا لعبة على المسرح
بأيدي أوباما
بأيدي قناصين وحكامَ
بأيدي نظام أحمق
يكسر الاعناق والبيوت والاقلامَ
أنها لدوامة
وفي والواقع
أنت لستَ ملامٌ
وانا لستُ بملامة
فنحن لن نحقق ما اردنا
لن نكمل ما اشدنا
الى يوم القيامة
ولا حل سوى أن نرسم الاحلامَ
على نجوم وكواكب
درب التبانة
فلنحلم
ولنلبس البيجاما
كي ننامَ
مع الحمامة
في سرير الوحدة
وفانتازيا الدراما!