في أحد المتاجر ..
– أجلب لي مسدساً
– وأي نوع تفضلين يا سيدتي ؟
– أريد مسدسا أثرياً .. عتيقاً .. كدمشق ..
فهنالك أشياء لا تقتل الا بأشياء من نفس العمر ..
اريد رصاصة موشومة بسلاسل حديد.
رصاصة تحمل في طياتها أرصفة سوداء في ليال عقيمة ..
أريد أن أقتل فيها كل العيون المتربصة .. المذئوبة .. تلك الارواح العقيمة .. التي لم تشبع من الدم ..
أريد أن أقتل أصحاب تلك البصمات المرسومة بالدماء على الجدران ..
أود أن اقتل كل من منع كسرة خبز
كل من قتل طفلاً من الجوع
كل من قتل انساناً من الجوع
كل من وشى ظلماً
كل من خذل امرأة
كل من ظلم يتيماً
كل من حاصر طفلاً .. تملئ عينيه نجوم واحلام مضحكة.
كل من حاصر طفلاً في حدقة عينيه ياسمينة.
كل من حاصر امرأة مسنة في عينيها مسجد.
كل من حاصر أنثى رقيقة .. يلمع في عينيها فستان سهرة .. ثوب زفاف .. وضحكة ..
كل من قتل انوثتها ..
كل من حاصر رجلاً مسناً في عينيه شجرة قديمة زرعها منذ سنين..
كل من .. كل من أحرق ينابيعاً خضراء .. كل من لا يملك في قلبه سوى القطران.
أجمع كل هؤلاء واجمع كل ارواحهم القمئة .. وكياناتهم السوداء .. الوحوش التي تستعر بداخلهم .. ونظرات حقدهم .. أريد قتلهم جميعا برصاصة واحد عتيقة موشومة بسلاسل من حديد ..
أريد قتل ذلك الحقد ..
أريد مسدساً كعتقِ روحي وقلبي ..
– لا يوجد مُسدس كهذا يا سيدتي، لكن يوجد سلاحاً آخر وهو قلمكِ..
وحي على كرسي هزاز
كتبت في 6/12/2015
وحي على كرسي هزاز